تعتبر محافظة بولو واحدة من أكثر المناطق الجذابة في تركيا، وتقع بولو في المنطقة الشمالية الغربية من تركيا، وهي في مكان مميز بين العاصمة التركية أنقرة وبين اسطنبول. وتغطي محافظة بولو مساحة واسعة تتجاوز أكثر من 7000 كيلو متر مربع. ويحيط بمنطقة بولو الغابات الشاسعة والجبال، حيث تشتهر بالغابات الخضراء والحيوانات البرية والينابيع الساخنة.
هذا المحيط الطبيعي الجميل وأسعار الأراضي المنخفضة يتيحان لك الحصول على عقارات مصممة بشكل فريد من نوعها في بولو. يمكنك قراءة المزيد عن بناء منزل أحلامك حسبما تريد في بولو من هنا.
تاريخ بولو:
لا يوجد تاريخ معين يؤكد متى تم تأسيس بولو للمرة الأولى، لكن بعض الاكتشافات الأثرية تشير إلى أن بولو تعود إلى نحو 100 ألف سنة على الأقل، حتى أن بعض التقارير تشير إلى احتمال أن المنطقة كانت مأهولة في تلك المرحلة.
تلك المنطقة الأن هي جزء من محافظة بولو، وكانت تقع في المنطقة الشرقية من بيثينيا وتمتد إى الجنوب الغربي من بافلاغونيا. وكانت بيثينيا قد حصلت على استقلالها من الفرس عام 375 قبل الميلاد بعد هزيمة الفرس على يد الاسكندر الاكبر. وبقت بيثينيا م بعض المناطق من بافلاغونيا لديهم ممالكهم الخاصة حتى 88 قبل الميلاد حتى قام ميثراداتس السادس بضمها لتصبح جزءا من مملكة بونتوس. ولكن مع مساعدة من الرومان، استطاع ملك بيثينيا استعادة السيطرة على العرش، وعند موته أوصى بتوريث المملكة إلى روما.
هذه الوصية أدت إلى سقوط بونتوس بعد حروب مع روما، حيث أصبحت المنطقة جزءا من الامبراطورية الرومانية التي ضمت بافلاغونيا وبيثينيا سويا. تم تقسيم منطقة بولو في عهد الامبراطورية البيزنطية وتم تصنيف بولو لتمتد من غرب بيثينيا حيث نهر ساريكايا، وتضم المنطقة الغربية من بيثينيا، وحتى اليوم يعتبر نهر ساريكايا هو الحدود الجنوبية الغربية من المحافظة.
انتقلت منطقة بولو لفترة وجيزة من البيزنطيين إلى الأتراك السلاجقة بعد معركة ملاذكرد عام 1701 ميلادية. ولكن تم استعادتها بسرعة. لكن قام الاتراك تدريجيا باستعادة السيطرة على المنطقة في نهاية حكم سلالة كومنينيون البيزنطية.
وفي حوالي 1240 ميلادية كان الاتراك السلاجقة قد سيطروا على الجزء الشرقي من منطقة بولو، وبشكل أكثر تحديدا منطقة بافلاغونيا، وتم دمجها مع السلاجقة الروم، لكن بين 1290 و1460 وثعت المنطقة الشرقية تلك تحت حكم بنو جاندار حتى تم دمجها أخيرا مع بقية الامبراطورية العثمانية في 1461 ميلادية.
وفي عام 1864 ميلادية تم تنظيم الامور اداريا في بولو التي اصبحت حسب هذا التقسيم الاداري مستقلة عن الامبراطورية العثمانية على الرغم من كونها جزءا جغرافيا من ولاية قسطموني.
بولو العصرية:
لم تعد تصنف بولو اليوم على أنها مدينة كبيرة بل على أنها مدينة مزدحمة وسوق عمل متنامي، بولو بها وفرة من المناطق الطبيعية الجذابة من غابات وجبال، هذه الطبيعة تفيد اقتصاد المدينة باعتمادها على الغابات والحرف اليديوة التي يتقنها السكان هناك. ويوم الاثنين هو يوم السوق حيث يسافر السكان من القرى المجاورة إلى المدينة لشراء حاجاتهم الاسبوعية.
الطريق الرئيسي الذي يمتد من اسطنبول إلى أنقرة يمر في الاصل عبر جبل بولو، ويوجد عدد من المطاعم على جانب الطريق قبل الوصول إلى المدينة، لكن بعد افتتاح نفق جبل بولو أصبح الوصول أسهل وأسرع.
ومن بين الاشياء المشهورة بها بولو، هو نمو البندق في بولو وهو إحدى الاشياء المحلية المتخصصة بها بولو. وتشتهر المنطقة بانتاج العطور والكولونيا التي تشمل رائحة الاعشاب. والميزة الاكبر في تلك المنطقة هي مياه الينابيع التي تتدفق عبر النافورات الموجودة في المدينة.
المناخ في بولو:
تتمتع بولو بمناخ قاري رطب حيث تقع على حدود المحيطات. في الشتاء تكون بولو باردة في الغالب ويتساقط الثلج بينما الصيف حار مع ليالي باردة. واجزاء كثيرة من محافظة بولو عرضة للاختلافات في درجات الحرارة وهطول الامطار لكنها عادة ما تتوزع بشكل جيد طوال العام.
متوسط الحرارة في شهر يناير يصل إلى 0.9 درجة مئوية ونادرا ما تصل إلى 12 درجة مئوية أو تنخفض إلى 14 درجة مئوية تحت الصفر. وفي ذروة أشهر الصيف يصل متوسط درجات الحرارة في يوليو حوالي 20 درجة مئوية، ونادرا ما تنخفض إلى 8 درجات أو ترتفع أعلى من 31 درجة مئوية. ومع هذا تتمتع بولو بجو مشمس حوالي 2500 ساعة في السنة.
الانشطة التي يمكنك ممارستها في بولو:
بحيرة أبانت:
تعتبر بحيرة أبانت واحدة من الاشياء التي تفخر بها بولو، تقع بحيرة أبانت على بعد 20 ميلا للجنوب الغربي من المحافظة على ارتفاع 1500 متر. البحيرة رائعة جدا، وتضم وفرة من زنابق المياه التي تزين البحيرة، ومحاطة بغابة خضراء رائعة. خلال فصل الشتاء تتجمد البحيرة وهي تمثل بقعة شهيرة للممارسة التزلج على الجليد. ويوجد بالمنطقة عدد من المرافق ذات الجودة العالية والتي توفر لك الاقامة في المكان مما يجعله مكانا مثاليا للزيارة والبقاء.
البحيرات السبع والحديقة الوطنية (Yedigoller) :
هي احدى العجائب الرائعة في بولو وتقع على بعد 25 ميلا من الشمال من وسط بولو. غوليك هي واحدة من البحيرات الصناعية التي تبعد 9 أميال إلى الجنوب من المدينة وهي مثالية لقضاء يوم رائع كنزهة أو رحلة للغابات الخضراء الساحرة التي تحيط بالمنطقة.
كارتالكايا:
تقع كارتالكايا على جبال كوروغلو، وهي الملاذ المثالي لمن يرغبون في الاستمتاع بالتزلج. كارتالكايا تعتبر من أكبر ثلاث مناطق للرياضات الشتوية في تركيا. المكان يجمع بين تلك الرياضات الحماسية وبين الهدوء الموجود في المنطقة. تقع كارتالكايا على بعد 20 ميلا جنوب شرق وسط مدينة بولو. تقع مروج ألاداغ على تلك الجبال والتي تعتبر موقع سياحي رائع آخر.
منغن:
منغن في بولو تعتبر هي أكثر المناطق شهرة لتفوقها في المواد الغذائية للطهاة الذين يقطنون المنطقة. كما أنها المكان الذي يقام به " مهرجان الطهاة " الذي يضم العديد من المأكولات التركية.
مودورنو:
تقع مودورنو على بعد 30 ميلا إلى الجنوب الغربي من مدينة بولو. وتشتهر مودورنو بالدواجن ولكن الاهم من هذا، هو المنازل الخشبية التقليدية التي توضح الوجه الجميل والكلاسيكي للعمارة التركية القديمة.
مدينة جوينوك:
تبعد مدينة جوينوك على بعد 60 ميلا فقط من وسط بولو وكانت تعتبر ملتقى الطرق التجارية القديمة في الأناضول. تشتهر جوينوك بالمنازل القديمة على الطراز العثماني التقليدي، وتضم ضريح آق شمس الدين معلم ومربي السلطان محمد الفاتح.
مزرعة الخيول:
مزرعة الخيول تلك توفر لزوارها فرصة ليس فقط لركوب الخيل ولكن للحصول على وجبة مميزة من المطبخ الشركسي. المزرعة من الاماكن الكبيرة للزيارة لذا تأكد متن أن لديك نصف يوم على الاقل لتستفيد من الرحلة والاستمتاع الكامل بالمزرعة والتجول بها ومشاهدتها.
نبذة عامة عن بولو:
مدينة بولو تعطي زوارها فرصة للاستمتاع بجميع الفصول الأربعة في وقت واحد. انها مثالية لمن يحبون الشمس والرمال والبحر، حيث تجد كل شيء متوفر في منطقة اكشاكوجا التي توفر بيئة رائعة على البحر الأسود. إلى جانب عددا من الشواطيء الخلابة والكثير من أماكن الاقامة عالية الجودة.
كما تقع كونور ألب على بعد ما يزيد قليلا عن 30 ميلا إلى الشمال الغربي من مدينة بولو وكانت تعرف قديما باسم بروسياس أد هيبيوم. ويمكنك فيها زيارة المسرح الروماني في حالة جيدة، إلى جانب العديد من المعالم الجميلة للفن البيزنطي والروماني الوجودة في المتحف. وكانت مدينة كونور ألب جزء من محافظة بولو حتى عام 1999. لكنها عانت من زلزال جعل المنطقة تخضع لتطور كبير ومن ثم أصبحت تابعة إداريا لتلك المدينة الجديدة في تركيا.
العقارات في بولو تتيح الجو المثالي لمن يريدون الهروب من صيف البحر المتوسط، لكنهم في الوقت ذاته يريدون الشمس لكن في مناخ أكثر برودة. بولو تعتبر من المناطق الغير مكتظة بزحام السياحة مثل الوجهات الاخرى في تركيا، وبالتالي هي أكثر ملاءمة لمن يبحثون عن الهدوء والاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة الخلابة المحيطة بالمكان.