أنطاليا هي مدينة تركية غنية بالثقافة والتاريخ. إذا كنت تريد تجربة كل ما في أنطاليا، فعليك أن تتأكد من زيارتك كاليسي، حيث وسط مدينة أنطاليا القديمة مع قلعتها الحصينة، وميناءها العتيق . ولا يمكن أن نتجاهل وضع أنطاليا كأكبر منتجع ساحلي في تركيا وموقعها عند الريفيرا التركية
مع العقارات والطفرة السياحية في المدينة، يبلغ السكان في أنطاليا أكثر من مليون من المقيمين بشكل دائم. في الواقع، أنطاليا تأتي بعد اسطنبول في معدل النمو السكاني . حتى وقت قريب، وتاريخيا، مساحة أنطاليا كانت تنحصر داخل أسوار كاليسي. اسم المدينة يترجم إلى ( داخل الرتل) والرتل تعبير آخر مرادف للحصن أو القلعة. داخل أسوار المدينة سترى مباني من فترات متعددة، بما في ذلك العثمانية والبيزنطية والرومانية.
هناك العديد من الكنوز التي يمكن أن تراها في كاليسي.والجدير بالذكر هنا هي بوابة هادريان. تلك البوابات الثلاث المقوسة الجميلة والتي شيدت للنجاة من أي حصار على المدينة لأنها كانت في الواقع داخل المدينة، ولا يمكن أن ترى من قبل المهاجمين. السكان المحليين يتداولون أن هذه البوابة التي مرت منها ملكة سبأ خلال رحلتها لمقابلة الملك سليمان.
يجب عليك أيضا رؤية برج هيديرليك. هو حصن مشيد بركن المدينة على مقربة من البحر. وعلى الرغم من بدء بناءه على قاعدة مربعة إلا أنه في النهاية تم بنائه بشكل دائري. ويعتقد البعض أن سبب بناءه دائريا هو أنه يعطي مساحة أكبر لكشف ورؤية أي اعتداء مقارنة بالشكل المربع أو المستطيل. وتدل بعض العلامات على ترميمه خلال العصر العثماني.
الكنائس في أوروبا في كثير من الأحيان يعاد تصميمها بعد غزو المدينة. منارة كيسك هي خير مثال على ذلك. على الرغم من أنها بنيت أصلا باعتبارها معبد رومانيا، فقد تم اتخاذها كنيسة في العصر البيزنطي خلال القرن السابع. ثم كمسجد من قبل السلاجقة في القرن العاشر. وكجزء من هذه العملية، المئذنة، أو البرج تم إضافته للبناء الأصلي. ثم عادت كنيسة في عام ١٣٠٠ تحت حكم ملك صليبي من الأسرة السروية ولكن مرة أخرى أصبحت لاحقا مسجدا ثانية. للأسف، بعد نجاته من كل ذلك التغيير، إلا أن المسجد تم تدميره بالنيران في عام ١٨٤٦ بينما بقيت منه المئذنة والتي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.
وأخيرا، زيارة مئذنة يفلي كامي (Yivliminare Cami). وهو مجمع يشمل مسجدا، مكان للدراويش، ومئذنة غير عادية حيث ترتفع لأكثر من ١٠٠ قدم في الهواء. البناء الحديث للمسجد يتضمن ست قباب، مميزة التصميم وغير عادية وتعد الأقدم من بين المساجد ذات القباب. يمكنك استعراض العديد من القطع الأثرية المدهشة التي تعود للعديد من العصور حيث تم تحويل المسجد حاليا إلى متحف.
سيكون من الصعوبة أن تعثر على مباني مشيدة حديثا في كاليسي لأن وسط المدينة بكاملها هي منطقة للحفاظ على التراث، ولكن سوف ترى بعض الترميمات المذهلة لإعادة تشكيل الهياكل القديمة مع استخدامات جديدة لها تضم الفنادق والمتاجر والمطاعم. وفي واقع الأمر، فإن من أفضل أسرار أنطاليا هي تلك الفنادق الصغيرة في كاليسي، أنطاليا التي تم تحديثها من البيوت العثمانية القديمة. فإن من أروع الفنادق اثنين هما: فيلا بيرلا وميديتيرا آرت. كلاهما يحوي أقل من ٢٠ غرفة. فيلا بيرلا في الواقع هي بيت مرمم من العهد العثماني وفيه يمكنك التمتع بالقهوة التركية تحت شجرة البرتقال في الحديقة. أما ميديتيرا آرت فقد رمم في الأساس من بناء بأجحار أصلية تعود للعمارة اليونانية وقد نال هذا الفندق جائزة تريفاجو Trivago في عام ٢٠٠٩ عن تصميمه.
المطاعم في كاليسي متوفرة وتقدم أطباق تركية تقليدية وخدمة نموذجية. وستجد المأكولات البحرية متاحة دائما في القائمة، ويمكنك أيضا أن تطلب أطباق عينات صغيرة تعرف باسم المزة ( mezze )، وعليك ألا تملأ معدتك بالكامل واترك مكانا للحلويات والقهوة التركية المميزة ولا يجب أن تشعر أنك استكفيت من وجبتك فهذا شىء يعتبر تصرفا وقحا في تركيا. إذا كنت ترغب تجربة هدية محلية صغيرة، أطلب سلطة بياز ( Piyaz ) التي تقدم وعليها الطحينة ليكون لديك خليط لذيذ من السمسم والفاصوليا والثوم والجوز . أو يمكنك التمتع بالطحينة والحمص.
يمكنك أيضا السفر خارج أسوار المدينة القديمة على بعد مسافة قصيرة والتمتع ببعض من أجمل الشواطئ في العالم، وذلك لأن أنطاليا تقع على ساحل الفيروز (الريفيرا التركية) الشهير على مستوى العالم. المياه دافئة وجميلة وكذلك الناس. يمكنك التمتع بكوكتيل بارد تحت ظل العديد من الحانات المواجهة للشاطىء أو أخذ معدات الغطس الخاص بك واستكشاف المياه الفيروزية.
ورغم وجود عدد قليل جدا من فرص الاستثمار العقاري داخل جدران المدينة، يمكنك التجول لمسافة قصيرة خارج مركز المدينة والعثور على عقارات في مناطق شواطىء كونيالتي أو لارا. إذا كنت ممن لا يهتمون بالاستثمار في العقارات التركية، فقد فوت على نفسك فرص من الأسعار المميزة، والخصائص والعقارات المصممة تصميما جيدا وحسنة البناء. في تركيا، يمكنك امتلاك العقارات مباشرة كأجنبي، لذلك ربما حان الوقت بالنسبة لك لشراء أول عقار بغرض تأجيره والتمتع بالأسعار التي سترتفع بسرعة على مدى السنوات القليلة القادمة.
في الواقع من السهل جدا أن تتوه في كاليسي لأن الشوارع كلها تبدو متشابهة على حد السواء. قد ترغب في أخذ مشروب أو قهوة تركية وتشاهد بمتعة السياح وهم يسيرون في حيرة وتشتت لا يعرفون في أي اتجاه عليهم المضي فلا تضحك، فأنت واحدا منهم وستختبر ذلك عندما تحاول العثور على طريق العودة إلى الفندق الذي تقيم به.
إذا كنت ممن يحبون التاريخ وبخاصة رؤية المدن القديمة حيث تمتزج ثقافات متعددة، عندها ستريد قضاء أيام عدة في كاليسي بأنطاليا. وسواء كنت في جولة بين تلك المباني التاريخية أو فقط للاستمتاع بطقس رائع مع أصدقاءك، فالمؤكد أنك ستستمتع بتلك الجوهرة التركية المطلة على الريفييرا التركية.
لماذا قد تشتري عقارا في كاليسي، أنطاليا؟
كاليسي هي منطقة سياحية للغاية. شوارعها الصاخبة الأصيلة هي دائما مليئة بالسياح الأتراك والأجانب الذين يجوبون متاجر التحف والتذكارات لشراءها أو يساومون على أسعار السجاد التركي أو يبدون اعجابهم بالمنازل التركية المرممة في كاليسي..
هناك عدد قليل جدا من العقارات السكنية للبيع في كاليسي، قليلة لدرجة أنه بمجرد طرحها بالسوق تنفذ بسرعة وغالبا بأسعار باهظة، ومع ذلك، لا يزال عدد قليل من المنازل القديمة المتبقية التي تتطلب ترميم وتجديد الأشغال. إذا كان لديك ميزانية وعلاقات لتنفيذ مشروع التجديد، ففي الواقع هذا من شأنه أن يكون استثمارا مجديا في الحي التاريخي القديم في أنطاليا. من فضلك تأكد أنك لا تدفع أكثر من اللازم وتتعدى سقف الأسعار، ولا تتحمس مدفوعا بروعة وصوفية المكان، تأكد من أن لديك غطاء لعملك عندما القيام بمشروعات الترميم والتجديد في كاليسي.
ونظرا لارتفاع الطلب، الفنادق في كاليسي تتمتع بنسبة إشغال تصل لـ ٨٠٪ على مدار السنة وتتراوح المعدلات اليومية ما بين ٥٠ - ١٥٠ يورو في الفنادق الصغيرة. لذلك، فشرائك لعقار بسعر معقول وقيامك بعمل الترميمات اللازمة له وافتتاحه كفندق صغير ربما يكون مجزيا للغاية للمشتري الصحيح.