كثير من الناس خاصة من خارج أوروبا، ليسوا على دراية بتركيا. ومع ذلك، تركيا تاريخها يناظر التاريخ الأمريكي وتحتفظ لنفسها ببعض الأحداث التاريخية الفريدة. في هذه المقالة سنلقي نظرة على من أين ظهرت تركيا، ومن يعيش فيها، طبيعة المناخ، وبعض الحقائق العامة عن تلك الجوهرة الأوروبية السرية.
تركيا - حلقة الوصل بين أوروبا وآسيا:
جمهورية تركيا، والتي يشار لها عامة باسم تركيا (يمكنك الدخول إلى بوابة السياحة الرسمية لتركيا من هنا)، وهي دولة تقع على الطريق ما بين أوروبا وآسيا. وهذا يجعل تركيا تتأثر مباشرة بصراعات جيرانها، والتي يوجد لديها الكثير. في الواقع، يحد تركيا ثماني بلدان وعلى مر القرون كانت هناك العديد من النضال والفتوحات والتغييرات في السلطة، والتي شكلت الأمة التركية بوضعها الحالي كبوابة بين الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا.
الإمبراطورية العثمانية العظيمة تصبح جمهورية تركيا:
قبل أن تصبح تركيا جمهورية، كانت الأرض التركية تحكم من قبل الإمبراطورية العثمانية. تأسست الدولة العثمانية في عام 1299، بعد توحيد عثمان بيك للعديد من القبائل التركية. حتى مع فتح القسطنطينية في عام 1453 لم تكن الدولة العثمانية قد أصبحت إمبراطورية بعد. ومن تلك المرحلة وحتى عام 1683 واصلت الإمبراطورية العثمانية نموها، وذلك من خلال سلسلة من الفتوحات والغزوات لعدد من الأراضي والقبائل الأخرى. وفي ذروة سيطرة الإمبراطورية العثمانية على المنطقة، كان عدد رعاياها قد وصل إلى أكثر من 15 مليون نسمة.
ومع بداية القرن الثامن عشر، قامت سلسلة من الحروب التي أدت بنهاية المطاف إلى سقوط الإمبراطورية العثمانية. من عام 1700 إلى عام 1878 كان هناك العشرات من المعارك وحروب واسعة النطاق دارت رحاها بين الدولة العثمانية وروسيا، وهذا من شأنه تقويضيد الإمبراطورية العثمانية في العديد من الأقاليم التابعة لها.
وقد شهدت الحرب العالمية الأولى إعلان النهاية الرسمية للإمبراطورية العثمانية وتحولها إلى الجمهورية التركية. واحدا من مؤسسي هذه الحركة الجديدة كان مصطفى كمال أتاتورك. لقد كان أتاتورك ضابطا بالجيش العثماني وكذلك بالجيش التركي فيما بعد والذي قاد حركة وطنية تركية فيما يمكن أن نعتبره حرب الاستقلال التركية. وبعد فوزه فيها، بدأ أتاتورك الانتقال من الامبراطورية العثمانية لمرحلة أمة - دولة أوروبية. وشمل ذلك فتح مدارس جديدة وبدء برامج الاصلاح الحكومية وخفض الضرائب. وكان ظهور تلك الحكومة الجديدة بداية لنمو تركيا وتحولها لدولة أوروبية حديثة.
من جمهورية ناشئة إلى قوة حديثة:
بعد تحولها لتصبح جمهورية، استغرق الأمر من تركيا بعض الوقت كي تتطور إلى القوة الحديثة التي هي عليها اليوم. لقد كانت الخطوات الأولى التي اتخذها أتاتورك لتوجيه تركيا إلى أن تكون حكومتها علمانية وقد وضع الأساس لهذا. وقد ساعد هذا على نمو السكان في تركيا. وفي عام 1927 كان سكان تركيا قد وصلوا إلى 13 مليون نسمة فقط. ومع بحلول عام 1950، وصل عددهم إلى 20 مليون نسمة. وهذا النمو الهائل لم تنظر له الدول الأخرى التي شاركت في الحربين العالميتين الأولى والثانية،والتي كانت تبرهن على مدى الأمان والكرامة والوطنية التي شعر بها الأتراك.
وفي 1945، بنهاية الحرب العالمية الثانية، أصبحت تركيا عضوا بالأمم المتحدة. مما ساعد على أن تكون تركيا جزءا من خطة مارشال والتي أقرت بهدف المساعدة في إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وكعضو بالأمم المتحدة، شاركت تركيا في الحرب الكورية، وبعد ذلك انضمت إلى حلف الناتو مما جعلها تدخل مباشرة بجبهة الحلفاء في نزاعاتها والدول الأخرى مما كان له دور أساسي لتتحول إلى دولة رائدة في النصف الثاني من القرن العشرين. ويمكن ملاحظة هذا التطور مرة أخرى من خلال أعداد سكانها. لا يزال سكان تركيا ينمون بمعدل 1.35% سنويا، مما وصل بأعداد قاطينيها اليوم لأكثر من 75 مليون مواطن.
النظام البرلماني في تركيا:
الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا هو الاسم الذي يطلق على الهيئة التشريعية التي تشكل الحكومة التركية. تأسست الخطوط العامة لهذا النظام البرلماني في الدستور التركي، والذي كتب خلال حرب الاستقلال التركية عام 1920. وغالبا فإن تأثير القيادات الدينية ورجال الدين كان واحد من أسباب تهاوي الإمبراطورية العثمانية. وهذا بذاته كان سبب في أن يقوم الدستور التركي حول الحكومة العلمانية والتي تفصلها عن سلطة الدين. رئيس الدولة في الحكومة التركية هو ئيس الجمهورية. يجرى التصويت عليه من قبل البرلمان، بينما يجرى التصويت على البرلمان من قبل الشعب التركي.
والحكومة التركية تنقسم إلى ثلاثة أقسام. والسلطة التنفيذية في يد مجلس الوزراء ورئيس الوزراء. الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا هي المسئولة عن صنع القرار التشريعي. مستقلة عن المجموعات الأخرى، ويحكم القضاء من قبل المحكمة الدستورية، على غرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة.
السياسة الخارجية والعلاقات الدبلوماسية:
يحيط بتركيا ثماني دول متجاورة معها، وتشمل هذه الدول اليونان وبلغاريا من الشمال والغرب، وجورجيا من الشمال الشرقس وإيران وأذربيجان وأرمينيا من الشرق، وسوريا والعراق من الجنوب. وهذا يضع تركيا كحلقة وصل على الطريق بين أوروبا والشرق الأوسط وغرب آسيا.
تركيا هي عضو في كلا من الأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي. والتي تتحالف تحالفا وثيقا مع بلدان أوروبا الغربية، كما بدأت المفاوضات لتصبح عضوا كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي. ومنذ عام 1974، تركيا لا تزال لا تعترف بإنشاء جمهورية قبرص والعلاقة معها غير مستقرة، وواهية. وطوال فترة الحرب الباردة، قامت تركيا مع الولايات المتحدة بدعم الديمقراطية على حساب الشيوعية.
لقد كانت تركيا في وضع نمو وتوسع ملحوظ على مدار عدة سنوات، على عكس كل أوروبا والولايات المتحدة. وقد قامت الحكومة بإزالة الحواجز من تملك الأجانب للأراضي، وزادت من عدد التأشيرات السياحية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي إضافة إلى نمو معدلات الفائدة المنخفضة جدا للمقترضين وأسعار الفائدة لصناديق الاستثمار في البنوك التركية. وفي تركيا مناطق متنوعة تجذب المستثمرين والسياح من جميع أنحاء العالم. ومعدل النمو السنوي في تركيا يسجل أكثر من 10% في حين أن جيرانها يشهدون نموا أدنى أو لا يحدث لديهم نمو.
التقسيم الجغرافي للمناطق في تركيا:
يتنوع التخطيط الجغرافي لتركيا، وذلك بسبب موقع البلاد. حيث يحيط ثلاثة بحار بتركيا. وتركيا مقسمة إلى 7 مناطق جغرافية. وهي منطقة بحر إيجة، منطقة وسط الأناضول، منطقة الأناضول الشرقية، منطقة جنوب شرق الأناضول، منطقة البحر الأسود، منطقة بحر مرمرة، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. وأكبر مساحة في تركيا هي مساحة الأناضول، التي تربط بين تركيا وآسيا. ومنطقة الأناضول تتألف في غالبيتها من السهول الساحلية الضيقة والهضاب العليا. وفي الشرق، معظم الأراضي جبلية وتربطها بالأنهار الرئيسية بالبلاد.
- المساحة الكلية لتركيا: 783 ألف و562 كيلو متر مربع.
- طول السواحل: 7200 كيلو متر.
- المناخ: حار جاف في الصيف ومعتدل في الشتاء.
- أعلى نقطة ارتفاعا: جبل أرارات (5166 متر)
- أدنى نقطة انخفاضا: البحر المتوسط (سطح البحر - صفر متر)
وهذه المناطق المتنوعة تتميز كذلك بمناخها المختلف، وهي ميزة فريدة من نوعها في تركيا. فعلى طول ساحل البحر المتوسط وبحر إيجه مناخها حار وجاف في الصيف وبارد رطب في الشتاء. أما المناطق الساحلية التي تقع على طول البحر الأسود يميل مناخها إلى أن يكون أكثر برودة ورطوبة في الصيف من أي أجزاء ساحلية أخرى بالبلاد.
التركيبة السكانية لتركيا:
تركيا تعد الدولة الأوروبية الحديثة وموطن لمجموعة متنوعة من الثقافات. ويرجع هذا جزئيا إلى القدر الكبير من التوسع الذي شهدته خلال العصور الوسطى. وحسب تعداد السكان لعام 2000 ميلادية بلغ عدد سكانها 67 مليون نسمة. من بينهم ما بين 70 - 75% من السكان من أصل تركي، يأتي المسلمين التقدميين في المقام الأول والباقي مجموعات من أقليات تضم اليهود واليونانيين والأرمن. كما أن تركيا موطن لعدد كبير من الأكراد المسلمين والذين يشكلون 18% من سكان تركيا.
وليس من الغريب لدى البعض، أن تركيا تحتل المركز الخامس عشر كأكبر اقتصاد في العالم.
مع مزيج من العوامل العديدة مثل وجود حكومة ديمقراطية تقدمية، معدلات النمو الجيدة، وموقعها الجغرافي الذي يمثل بوابة وحلقة وصل مع المناخ الاقليمي المتنوع، فإن تركيا قطعت شوطا طويلا، ويبدو أن لديها المزيد في المستقبل.
مراجع إضافية:
- البحث عن عقارات معروضة للبيع في تركيا.
- لماذا تستثمر في العقارات بتركيا.
- دليل مشتري العقارات.